على الرغم من اقتراب نهاية المرحلة الانتقالية وقرب تسليم السلطة الى سلطة منتخبة من قبل الشعب الا انه قد ظهر الان على السطح ما لم يكن فى الحسبان فقد أكد المحللين السياسين والمتابعين للشأن المصرى الداخلى ان الاوضاع أصبحت فى إشتعال بسبب ما يجرى بين جماعة الاخوان المسلمين المتمثلة فى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لها والتصعيدات التى يجريه الان فى وجه المجلس الاعلى للقوات المسلحة الممسك بزمام ادارة شئون البلاد وما قامت به الجماعة مؤخراً من عدة أخطأ كارثية تعيد إصدار وإعادة إنتاج الحزب الوطنى المنحل فى صورة جديد تحت مسمى حزب الحرية والعدالة فقد أرجع المحللين والخبراء ان اول تلك الاخطأ هو استحكام وانفراد حزب الحرية والعدالة بجانب حزب النور السلفى بمبداء المغالبة فى العملية الانتخابية
والاستحواز على ثلاثى مجلس الشعب والشورى وعدم اعطائهم مساحة لصعود بعض التيارات بجانبهم المتمثلة فى الشباب الذى قام بالثورة وايضا عدم السماح بظهور بعض التيارات الليبرالية المنفتحة والتى تمثل جزء عريض من الشعب المصرى فقد كان استحواذ حزب الحرية والعدالة والنور على رئاسة مجلس الشعب والشورى ومنصب وكلاء غرفتى البرلمان وايضاَ الحصول على أغلبية لجان المجلس بجانب منصب وكلاء اللجان الرئيسية والحساسة وتركهم لبعض فقط اللجان الاقل اهمية لبعض من الاحزاب التى تبقت على الساحة فكان دورهم منذ يوم بدء الجلسة الاولة فى الثالث والعشرون من يناير الماضى الى الان فى تراجع شديد بل انهم اثبتوا بإستحوازهم على المجلسى عدم المقدرة على ادارة زمام الامور بل ووصل الامر لتعليق الامر برمته على حكومة الدكتور الجنزورى على الرغم من استياء الشارع من الاخوان ووصل الامر فى بعض الاحيان الى ندم الناخبين على ادلائهم باصواتهم للتيار الاسلامى
ومع الاصرار الان على سحب الثقة من الحكومة الحالية لكى يتم تشكيل وزارة برئاسة اخوانية واغلبية برلمانية لحقائب الوزراء وتصعيد الموقف مع المجلس العسكرى لتمسكه بالابقاء على حكومة الدكتور الجنزورى ورفع الامر لتبادل الاتهامات بين الجانبين واصدار البيانات التحذيرية والتهديدية المتبادلة بعدم السكوت لكل طرف للجانب الاخر ولكن ما ازاد الاحتقان العام لدى الشارع ولدى المؤسسة العسكرية والمجلس العسكرى هو فكر الاخوان وما جرى من انتهاجها نحو الاستحواذ على لجنة المائة المكونة للدستور واختيار حزب الحرية والعدالة لافراد اللجنة ووضع ما يترأى ويتوافق مع فكر الجماعة فقط وافصاء العديد من الاطياف والقوى السياسية المختلفة مع فكر الجماعة بل وصل الامر انه بعد الاعلان نتيجة اختيارات الاستفتاء وانتخاب لجنة المائة
المصدر :
انه تم استبعاد القمم القانوية والخبراء الفقهين الدستورين بمصر وإستبعاد العديد من اهم الحركات والائتلافات والاحزاب التى كان لها الفضل فى قيام الثورة فقد انفرد الحرية والعدالة بمشاركة حزب النور السلفى فى اختيار لجنة المائة لعمل دستور على نهجهم فقط دون تمثيل باقى التيارات الاخرى والعديد من النقابات العمالية وايضا استعاد التمثيل الجعرافى لاهالى سيناء والصعيد والمناطق النائية مثل حلاب وشلاتين وقبائل البدو سواء بالصحراء الغربية امثال اولاد على او الصحراء الشرقية او حتى من قبل شركاء الوطن الاخوة الاقباط الذين لم يكن لهم حظ كبير فى وجود عضويات كافية لتمثلهم باللجنة مما زاد الامر احتقاناً بالشارع المصرى وعلى الساحة السياسية
المصدر
واعلان انسحاب عدد كبير من الاعضاء الذين تم اختيارهم بل وانسحاب احزاب مثل المصرين الاحرار والتجمع والحزب المصرى الديمقراطى وعدد من نواب حزب الوفد وتحالف الثورة مستمرة ونواب مستقلون وما زاد الامر اكثر تأزماً هو التأكيدات التى صدرت اليوم من عدة مصادر داخل جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للجماعة بأنه سوف يتم طرح مرشح رئاسى من الجماعة اوقيادات الحزب للوصول الى سدة الحكم والتراجع عن المبدء الذى اتخذته الجماعة منذ قيام الثورة بعدم ترشيح احد اعضاءها
المصدر :
والذى كان هذا السبب فى فصل الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح والان يتم الاستعداد بطرح خيرت الشاطر الرجل القوى داخل الجماعة والنائب الثانى للمرشد وبالاخص بعد اعلان الجماعة الاسلامية وذراعها السياسى حزب البناء والتنمية بدعمهم للمهندس خيرت الشاطر فى حالة طرحه للرئاسة مع التلويح من جانب حزب النور بالانصياع وراء رغبة الاخوان فى دعم الشاطر كمرشح الاسلامين لرئاسة الجمهورية وهذا هو السبب الاكيد وراء عدم اعلان أى من تلك التكتلات والاحزاب عن دعمهم لآى من المرشح الاسلامين المتواجدين على الساحة الان سواء ابو الفتوح او ابو اسماعيل او العوا
المصدر :
فقد وضح الامر ان الجماعة استحوذت على البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى وايضا على لجنة الدستور وتأسياسية الدستور وحدها وايضاً الإقتتال على الإطاحة بالوزارة الحالية والحصول قيادة الوزارة الجديد وتشكليها بأغلبيتها البرلمانية وايضا الدفع بمرشح للفوز برئاسة الجمهورية هذا كل بخلاف استحواذهم على النقابات مما يجعل الامر أصبح أكثر تعقيداً فقد انفردت الجماعة بالعمل على الإستحواذ على مجلسى الشعب والشورى ومناصبهم والدستور والحكومة وايضا كرسى الرئاسة مما يجعل المحصلة النهائية منتيجة لهذا هو أمر من بين أثنين أما حدوث ثورة ولكن تلك المرة غير سلمية تتطيح بكافة رموز الساحة الحالية وخاصة التيارات الاسلامية التى قامت بالاستحواذ على ثمرة تلك الثورة
المصدر :
او حدوث ما قام اليوم بالتصريح به المستشار هشام بسطويسى المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية والذى حذر من قيام المجلس العسكرى بعمل إنقلاب عسكرى كامل وشامل بالبلاد بسبب محاولة ارادة الجماعة فى جعل الدولة دينية بكافةاركانها ومؤساستها وهيئتها وسلطاتها مثل كمثال لايران فمن المؤكد ان الساحة ستشهد خلال الايام القليلة القادمة إنفجار عام من الشارع او انقلاب من العسكرى
المصدر :